الهبيل كان عليه استغلال قضية إسترجاع الجماجم من فرنسا وليس فتح معبر رفح

الهبيل كان عليه استغلال قضية إسترجاع الجماجم من فرنسا وليس فتح معبر رفح
00:07 السبت 24 غشث 2024

خلقت الكلمة التي أدلى بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال تجمع انتخابي الأحد الماضي بقسنطينة، جدلا كبيرا، بعدما لجأ إلى الحديث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، مما دفع كثيرون إلى اعتبار أن تبون يحاول استغلال هذه القضية لجلب تعاطف الشعب الجزائري للحصول على أصواتهم في اقتراع 9 شتنبر المقبل.

وما أثار الجدل أكثر، وفق ما تداولته العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما في الجزائر ومصر، هو تصريح تبون الذي قال فيه "لو كانوا ساعدونا في فتح الحدود بين مصر وغزة، فإن الجيش الجزائري جاهز، لإدخال الشاحنات والحافلات، لبناء 3 مستشفيات في ظرف 20 يوما".

ووفق العديد من النشطاء الذين تفاعلوا مع كلمة تبون، فإن الأخير أوحى من خلال كلامه بأن الجزائر مستعدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي بشتى الطرق، وما يمنعها هوعدم فتح الحدود في رفح بين مصر وقطاع غزة، وكأنه يُلقي اللوم على أطراف أخرى، وفي مقدمتها مصر.

ولم تُعجب كلمة تبون العديد من النشطاء المصريين، الذين اعتبروا كلام تبون يدخل في إطار "المزايدات الانتخابية"، مشيرين إلى أن الجزائر إذا كانت ترغب بالفعل في اتخاذ خطوة شجاعة لصالح الفلسطينيين، فإن الوصول إلى قطاع غزة ممكن عبر البحر الأبيض المتوسط، وينصحون تبون باسترجاع الجماجم من فرنسا قبل كسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وأشار النشطاء إلى أن سفينة دولية للسلام تستعد للقيام بنفس المهمة في الأيام المقبلة، انطلاقا من مالطا، في تلميح إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بإمكانه أن يقوم بنفس الخطوة، بدل الاستعراض الكلامي الذي لا يُقدم أي شيء للفلسطينيين.

ومن جانب آخر، اعتبر نشطاء مصريون أخرون، أن الرئيس الجزائري كان يقصد بكلامه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ولم يكن يقصد أي تهديد بالحرب ضد إسرائيل، بالرغم من أنه استعمل أسلوبا حماسيا تفاعل معه الجمهور الجزائري الحاضر.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد وعدت مرارا بإرسال مساعدات إلى قطاع غزة، إلا أنها لم تُفعل أي مبادرة إلى حدود الساعة، بخلاف عدد من البلدان العربية الأخرى، وعلى رأسها المغرب الذي كان أول بلد يُدخل المساعدات إلى القطاع عبر طريق بري.

ويُشار إلى أن الجزائر تعيش هذه الأيام أجواء الدعايات الانتخابية، استعدادا لاقتراع 7 شتنبر المقبل لاختيار الرئيس الذي سيتولى رئاسة البلاد من جديد، بالرغم من أن كل التقارير تشير إلى أن تبون هو الأكثر حظا للبقاء في السلطة، بالنظر إلى الدعم الذي يحظى به من طرف الجيش.

إلى ذلك، تعود قصة الجماجم الجزائرية إلى فترة الاستعمار الفرنسي، إذ تنسب للثوار والمناضلين الذين قتلوا خلال فترة الاستعمار، وتحتفظ بهم فرنسا في متحف «الإنسان»، أو متحف «التاريخ الطبيعي» في باريس.

وتم إنشاء متحف الإنسان لسنة 1937، وهو امتداد لمتحف علم الأعراق في تروكاديرو، الذى أنشئ سنة 1878، وهو مركز بحثى يخضع لإشراف عدة وزارات فرنسية، ويعج بآلاف الجماجم البشرية، التي  تصل إلى نحو 18 ألف جمجمة.

وقد عثر على أغلب الجماجم خلال بعثات تنقيب فى القرن الـ19، وتم التعرف على أصحاب 500 جمجمة فقط، ليتضح أن بينها 36 قائداً من قادة المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، أهمهم «الشيخ بوزيان»، و«سي موسى الدرقاوي»، و«بوعمر بن قديدة»، و«مختار التيطراوي»، و«عيسى الحمادي»، و«شريف بو بغلة».

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات

0
صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:37

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:35

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:34

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:33

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:32

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:32