انزلاقات وزراء حكومة "الكفاءات"، تعكس حقيقة الكفاءة..

بقلم/ ربيع كنفودي

يبدو أن هفوات وزراء حكومة "الكفاءات"، "جامي تتقاضى"، وهذا ما يستشفه المواطن في خرجات هؤلاء الوزراء الذين أصبحنا نتساءل: هل فعلا "كفاءات"، أم أنهم غير ذلك مجرد "مظليين" "parchetiste"، سقطوا في هذا المنصب..

فعلا نحن في حيرة، أمام هذه الخرجات، وهذه التصريحات التي يعتقد، برفع الياء، أنها بمثابة رد قوي على الهجمات التي يتعرض لها وزراء حكومة "الطاقات"، لكنها في الحقيقة تبقى مجرد "بزلة" تنضاف لمجموعة "البزلات" المرتكبة.
بالأمس القريب، وبالضبط خلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية، قال وزير الصحة بخصوص النقطة التي تتعلق بصفقة "السكيريتي" داخل المستشفيات، قال بالحرف، "سكيريتي كانوا يعطيوه 600 درهم ويقولو له سير دبر على راسك فالمستشفى.." وهذا تصريح خطير، له ما له وعليه ما عليه، سنرجع له في مقال لاحق بتفاصيل أكثر، لكن ما يهم هي 600 رهم التي تحدث عنها الوزير وهو الراتب الشهري للسكيريتي، وهو راتب أقل ما يقال عنه أنه لا يحافظ على كرامة العيش، وأنه بعيد كل البعد عن الحد الأدنى للأجور.

في المقابل، يخرج الناطق الرسمي للحكومة، وبعد "التفعفيعة" التي تلقاها في أحد البرامج، خرج ليقدم أرقاما، الله أعلم أين هي، خرج أيضا، "مفعفعا" لدرجة انه كرر القطاع العام مرتين، قال "وصل الحد الأدنى للأجور في القطاع العام 4500 درهما". وأضاف ايضا، "في القطاع العام تجاوز 10 آلاف درهما.." السؤال، كما قال سعيد صالح في مسرحية "مدرسة المشاغبين": اعطيني جملة مفيدة، فين القطاع الخاص، هل يتعلق الأمر بالأول، أم الثاني..؟

أكيد أن الرقم الأول هو المتعلق بالقطاع الخاص، لكن هذا الرقم يتضمن مغالطات كبيرة، أولها مع الرقم الذي قدمه وزير الصحة، 600 درهم.. أضف إلى ذلك أن مجموعة من القطاعات لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور 3000 درهما، وفي العديد من الحالات لا يصل هذا المبلغ بالمرة..

يبدو أن وزراء حكومة "الغلاء وارتفاع الاسعار" فقدوا البوصلة منذ خروج شباب جيل Z للشارع لا يطالبون فقط بمطالب اجتماعية فحسب بل باستقالة الحكومة، وهو الامر الذي جعلهم يعيشون تيها كبيرا في تصريحاتهم وتعليقاتهم وخرجاتهم، التي اقل ما يقال عنها "أنه جا يداويها عماها"..

ختاما، ومن أجل وضع حد للاستفزاز الناتج عن مثل هاته الخرجات، نذكر بقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ.." صدق رسول الله.