انهيار الصمود: تغير المواقف الغربية تجاه إسرائيل بعد حرب غزة

بدأ الحلفاء المتمسكون الذين يصفون أنفسهم بأصدقاء إسرائيل في إدراك أنهم يشتركون أيضًا في صداقة القتلة من عمال الإغاثة الغربيين ومنفذي الإبادة الجماعية الفاشيين والفصل العنصري، بالإضافة إلى المستوطنين الذين يشعلون النار في القرى العربية.

هكذا بدأ ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقاله بشدة ينتقد فيه تأييد السياسيين والكتاب والصحفيين الغربيين لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. 

وأكد هيرست أن بعد 6 أشهر من الحرب، بدأ الصرح الذي سمح للقوات الإسرائيلية بارتكاب أعمال قتل ضد أكثر من 33 ألف فلسطيني وجرح 75 ألف آخرين، وتشريدهم وتجويعهم، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية، بالانهيار.

واستمر هيرست يُشير إلى إن المزاج قد تغير بالفعل، مضيفا أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة يوغوف أظهر أن 56% من الناخبين البريطانيين يؤيدون الآن فرض حظر على تصدير الأسلحة وقطع الغيار، في حين قال 59% إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان في غزة. 

وانتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون، قائلا: لقد انفجر السد، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في المراوغة ولعبة القط والفأر مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المختارة أليسيا كيرنز، التي كشفت قبل بضعة أيام أن المحامين الحكوميين يعرفون أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي.

وقال إن كاميرون عليه الآن أن يختار بين الاعتراف بانتهاك حكومته للقانون الدولي، والمحاكمة على هذا الأساس، أو التوقف عن توريد الأسلحة. وأورد هيرست العديد من الانتهاكات الفظيعة للجيش الإسرائيلي مثل إعادة اقتحام مستشفى الشفاء وقتل العمال الإغاثة وتدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأضاف أن القادة السياسيين والصحفيين الذين كانوا يدافعون عن إسرائيل الآن يتراجعون، وأن كل الحجج المستخدمة للدفاع عن هذه المذبحة تنهار، مشيرًا إلى أن بايدن يمتلك القدرة على وقف توريد الأسلحة ولكنه لم يفعل ذلك.

وحذر من أنه إذا اعتقد بايدن أنه وسط الفوضى التي خلقتها حرب إسرائيل، فإن التوقيع على قطعة من الورق سيكون كافيا لوقف الغضب الذي يعتمل في قلوب العرب من عمان إلى المغرب، فهو أكثر توهما مما يعتقده مراقبوه المحترفون في الكابيتول هيل.

وختم هيرست مقاله بالتأكيد على أنه يتطلب الكثير للاعتراف بأن الحلم الذي كان لليهود في الشرق الأوسط يتحول الآن إلى كابوس.