يبدأ العديد من سكان البيضاء في الاستعداد للسفر، سواء بشكل فردي أو جماعي، نحو مناطقهم في الجنوب والجنوب الشرقي لقضاء “العيد الكبير” بين أهاليهم.
ويتحول هذا الحدث إلى موسم للهجرة المؤقتة، حيث يشارك الجميع بحماس كبير للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العزيزة.
وتشمل هذه الهجرة السنوية عائلات وأفراد يقيمون في العاصمة الاقتصادية، سواء بصفة دائمة أو مؤقتة، إذ يجمعهم حبهم العميق لأصولهم الجغرافية وعاداتهم التي تدعوهم للعودة كلما حل عيد الأضحى.
هذه الحركة الكثيفة نحو الجنوب والجنوب الشرقي تصبح واضحة للعيان في المحطات الطرقية قبيل العيد بأيام، وهي تختلف بشكل جذري عن "موسم الهجرة إلى الشمال" الذي صوره الطيب صالح في روايته الشهيرة.
ففي حين كان مصطفى سعيد، بطل الرواية، يبحث عن الفرص في الشمال دون ارتباط قوي بقريته، نجد هنا أن سبب الهجرة هو الروابط العائلية والحنين للأصول.
السفر خلال عيد الأضحى بالنسبة لهذه الأسر ليس مجرد تقليد، بل هو طقس ضروري يعكس عشقًا وحنينًا لا يمكن تجاوزه.
حتى في زمن الجائحة، لم تتوقف هذه الرحلات، رغم المخاطر الصحية ومخاطر الطريق، مما يدل على مدى تعلق الناس بزيارة أهاليهم.
وتتطلب هذه الرحلات ترتيبات عديدة، مثل حجز تذاكر السفر مبكرًا أو استخدام السيارات الخاصة، وشراء ملابس العيد والهدايا للأهل.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0