رسميا.. فرنسا تستسلم للأمر الواقع وتعلن دعمها التابت للمغرب في ملف الصحراء

رسميا.. فرنسا تستسلم للأمر الواقع وتعلن دعمها التابت للمغرب في ملف الصحراء
10:13 الاثنين 26 فبراير 2024

بعد سلسلة من الصراعات وتوثر العلاقات، نجحت الدبلوماسية المغربية في تثبيت موقف باريس بشأن الصحراء المغربية، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال زيارته للرباط أن دعم باريس لمخطط الحكم الذاتي يجب أن يكون واضحًا، وأن فرنسا تسعى لحل النزاع في إطار يرضي الجانبين وتدعم جهود المبعوث الأممي لإعادة المفاوضات.

وأوضح سيجورنيه أن التقدم في الصحراء يتطلب تطورًا اجتماعيًا في الأقاليم الجنوبية، وأن باريس ستدعم جهود المغرب في هذا الصدد، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تشهد تحسنًا، وأن المغرب يعتبر قضية الصحراء أمرًا حيويًا لأمنه القومي.

وأضاف سيجورنيه، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أن "فرنسا موقفها واضح، وتريد حل النزاع في إطار مقترح يرضي كلا الطرفين"، مردفا "أن نتقدم في موقفنا في الصحراء يعني أن نتبنى البراغماتية في الملف، مع دعم جهود المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، من أجل إعادة المفاوضات".

وشرح الوزير الفرنسي موقف باريس من الملف بقوله "أن نحرز تقدما يعني أن هناك تطورا اجتماعيا في الأقاليم الجنوبية، والمغرب قام بحركة تنموية مهمة في العديد من المناطق، ما يعني أن باريس ستدعم جهوده في تنمية الأقاليم الجنوبية، وهذا هو موقف باريس الحالي من النزاع".

وتابع سيجورنيه “اختيار المغرب كأول زيارة لي إلى المنطقة جاء باعتبار وجود رابط استثنائي، والرئيس ماكرون يريد أن يبقى هذا الرابط”، مع دعم المقترح الأساس "الوحيد" لحل سياسي دائم للصراع الإقليمي المستمر.

وكان الملك محمد السادس قد شدد في خطاب ألقاه في أغسطس 2022 بأن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم"، معتبراً في السياق نفسه أنه "المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".

وعرفت العلاقات بين البلدين توترات كثيرة في السنوات الأخيرة، ولم تجد بعد طريقها إلى الحل، بالرغم من أن مؤشرات انخفاض التوتر بدأت تلوح منذ أواخر العام الماضي، عقب تعيين سميرة سيطايل سفيرة للمغرب في باريس بعدما ظل المنصب شاغرا لأكثر من سنة.

ويبدو أن باريس بدأت تعي أهمية الصحراء ليس فقط بالنسبة للمغرب، بل أيضا إليها كمنطلق أطلسي استراتيجي يمكنها من العودة إلى القارة السمراء، التي أصبحت تعرف فرنسا في الذكريات فقط.

وفي إطار جهود تعزيز العلاقات، قامت فرنسا بفتح فرع لغرفة التجارة الفرنسية في منطقة كلميم واد نون، مما يعتبر خطوة تمهيدية لافتتاح قنصلية فرنسية في الصحراء، وهو ما يعكس التوجه الفرنسي نحو تعزيز التعاون مع المغرب والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمنطقة.

وبالنظر إلى هذه التطورات، يظهر أن باريس تولي اهتمامًا متزايدًا بالصحراء المغربية، وتسعى إلى تعزيز شراكتها مع المملكة المغربية كجزء من استراتيجيتها الأطلسية وعودتها إلى القارة الأفريقية.

وأمام كل هذا، كشف سيجورني توجهات ماكرون نحو المغرب، فبعد مماطلة وتعويل على الجزائر، التي تعرف فقط استمرار مسلسل انهيار علاقاتها مع الدول الأخرى عوض توطيدها، يلجأ الرئيس الفرنسي الآن إلى الرباط وأقاليمها الجنوبية قصد تحقيق "العودة الكبرى إلى القارة السمراء".

Canal13.ma سياسة

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية -1000 /1000

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات

0
صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:37

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:35

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:34

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:33

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:32

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 07:32