كنال 13 بالعربي
سنة 2020، سنة تركيا بامتياز، شيء لن يختلف عليه شخصين إثنين، رغم احتدام الصراع بين إسطنبول وباريس، خصوصا بعد تصريحات أردوغان حول الخرجات الإعلامية للرئيس الفرنسي " إيمانويل ماكرون"، على خلفية الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول، نشرت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية مقطع فيديو للصحفي الفرنسي "جان دومينيك ميرشيت"، حول تموضع تركيا هذه السنة في مختلف الأحداث في الشرق الأوسط والعالم، وقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو "الزعيم الذي غير قواعد اللعبة" في ليبيا والقوقاز، بالإضافة أن لتركيا حضور عسكري قوي في سوريا، بحيث تلعب دوراً محورياً في الصراع القائم هناك بدعم من حليفتها روسيا.
وأضاف ميرشيت في مقطع الفيديو الذي نشرته الصحيفة الفرنسية في صفحتها على الانترنت، بعنوان "تركيا 2021: في فكر أردوغان"، أن الرئيس التركي مثّل منذ 2003 شريحة واسعة في بلاده تعرضت للتهميش لسنوات طويلة، من طرف العالم.
وشدد على أن قوة الرئيس التركي تكمن في كونه يحظى بدعم شريحة المحافظين الواسعة، في البلاد، والتي تعرضت للتهميش خلال العقود السابقة. مبينا أن تركيا لم يطرأ عليها تغيير جدري بهذا القدر وبهذا العمق منذ حكم مصطفى "كمال أتاتورك"، مؤسس تركيا الحديثة وزعيم العلمانية فيها.
إشارة منه إلى أن تركيا بدأت بالتحول الديمقراطي عندما انتقلت إلى التعددية الحزبية عام 1945، مبيناً أن الانقلابات العسكرية المتعددة، والتي كان آخرها سنة 2016، ألحقت الضرر في المسار الديمقراطي وأثرت على الاستقرار فيها.
ومن جهة أخرى تحدث الصحافي الفرنسي على أزمة تركيا مع الاتحاد الأوروبي، بحيث أظهرت هذه الأخيرة رغبتها سابقا في أن تصبح جزءًا من الاتحاد، الذي يعيش عدد كبير من المواطنين الأتراك في بلدانه، كما تعد أنقرة شريكاً اقتصاديا مهماً لمعظم دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن السبب الحقيقي وراء مماطلة دول الاتحاد، منذ خمسينيات القرن الماضي ضم تركيا إليه بمختلف الذرائع، هو كون معظم سكانها البالغ عددهم أكثر من 80 مليونا، مسلمين. لهذا اضطرت الأخيرة للاتجاه نحو منطقة الشرق الأوسط وأسيا، ناهيك عن حضورها القوي في إفريقيا، بحيث تعد الخطوط الجوية التركية أكثر شركة طيران تسير رحلات جوية إلى قارة إفريقيا.
كل هذا إن دل على شيء فهو يدل على حرص تركيا بزعامة الرئيس "رجب طيب أردوغان"، في الانفتاح على العالم، سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، بعيدا عن الانغلاق الذي كانت تنتهجه الدولة سابقا، وذلك من خلال تكثيف حضورها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى جانب دورها المهم في حرب أذربيجان مع الأرمينيين، بالرغم من المشاكل الاقتصادية لتركيا في الآونة الأخيرة، إلا أنها حققت تطورا كبيراً في التكنولوجيا العسكرية، كما شهد لها العالم مؤخرا فيما يخص تدابيرها الوقائية جراء تفشي جائحة كورونا.
Canal 13
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0