كنال 13 بالعربي يعد المشهد السياسي بمدينة فاس من الإشكالات الصعبة الإلمام والإحاطة من جميع الجوانب لفهمه فهما واضحا، وتمحيص استراتيجياته وبرامجه التي تشمل العديد من النقاط المثيرة وعلامات الإستفهام المستفزة في حق المواطن الفاسي الذي يعيش على أمل أن يؤخد بمطالبه وتحقيق تطلعاته، شأنه في ذلك شأن المتتبع للشأن العام سواء السياسي أو الإجتماعي، الإقتصادي، الثقافي وغيره من المجالات الحيوية بالعاصمة العلمية للمملكة. سكان مدينة فاس داقوا الويلات مع ممثليهم الإتحاديين في تسعينات القرن الماضي، وبعدهم الإستقلاليين وما خلفوه من شرخ وزعزعة للثقة في نفوس المواطن البسيط الذي لجأ إلى اقتراع عقابي وإختيار حزب العدالة والتنمية، متوسما فيه خيرا لإنقاذ المدينة من جحيم ما تركته المجالس المنتخبة السابقة، إلا أن أحلام أحفاد المولى إدريس راحت أدراج الرياح، وتدوقوا سما وعلقما مرا مع الحزب المسيطر حاليا (العدالة والتنمية)داخل المجلس الجماعي لمدينة فاس ومقاطعاته الست والجماعات الأربع التابعة له، خاصة بعد غياب تام للمعارضة وترك الملعب فارغا أمام البيجيدين يقررون ويبرمجون كيفما أرادوا، ويمررون المشاريع بالطريقة التي تناسبهم وتتماشا مع مصالحهم وإيديولوجيتهم دون حسيب أو معارض ورقيب. ومع تفشي فيروس كورونا المستجد لمس الجميع الفراغ القاتل الذي تعيشه مدينة فاس سياسيا، وهو الشيء الذي حتم على العديد من الغيورين على عاصمة العلم والثقافة طرح الكثير من الأسئلة القوية بعد تحليل عميق لوضع مدينتهم، والغياب الغير مبرر للحزب الحاكم بالمدينة والمعارضة المتوارية عن الأنظار، موجهين سهام انتقادهم لجميع الألوان السياسية من منتخبيين وبرلمانيين وغيرهم من المسؤولين عن الشأن المحلي. كورونا إذا كان القشة التي قصمت ظهر البعير، وكان بمثابة إختبار حقيقي لكشف الكفاءة الحقيقية لحزب العدالة والتنمية، ونية برلمانيي الحزب ومستشاريه وأعوانه بمدينة فاس، حيث أثبت حسب نشطاء المدينة من حقوقيين وفعاليات مدنية الفشل الدريع للحزب في اتخاذ القرارات السياسية الجريئة إتجاه مصلحة المواطنين والوطن، وكذا إثبات برامجهم وتنزيلها في الوقت الذي كان الجميع في حاجة ماسة إلى ما هو منمق داخل مطوياتهم الإنتخابية التي دغدغت في وقت سابق عواطف كل من كان ساخطا على المجالس السابقة. الظرفية الراهنة التي تعيشها فاس والمغرب عامة نتيجة الجائحة الخفية، والتحولات الداخلية( توقف الإقتصاد، الحجر الصحي) والخارجية(تعليق الرحلات، توقف السياحة، ضعف ترويج الصناعة التقليدية)، غيب الحلول في وجه البيجديون وعلى رأسهم العمدة إدريس الأزمي الإدريسي الذي وجد نفسهم وإخوانه عاجزين عن إتخاد أي قرار أو تخصيص ميزانيات للتخفيف من تداعيات الفيروس والخروج بأقل الأضرار على المستوى الإقتصادي، الإجتماعي والفردي محليا. كل ما قيل أعلاه يجعل المواطن الفاسي يطرح العديد من الأسئلة التي يستحيل الإجابة عنها من طرف سياسيوها خاصة البيجيديون، من يسير فاس؟ ومن يمثل مواطنيها ويدافع عنهم تحت قبة البرلمان؟ بل أكثر من هذا، ما هو سبب تراجع فاس تراجعا مخيفا على مستوى جميع المناحي، وتصنيف سكانها ضمن السكان الأكثر فقرا في المغرب؟ ساكنة فاس فقدت الثقة في حزب المصباح خاصة وأن الفيروس الخفي عر عورة منتخبوا الحزب بحاضرة الأدارسة، وجعلهم أمام قضية آنية ملحة تستوجب إعطاء حلول مقنعة لما بعد كوفيد 19، بناء على استراتيجية علمية يتم وضعها من طرف خبراء من مختلف المجالات من أجل التخطيط واستشراف مستقبل المدينة سواء القريب أو المتوسط والبعيد، وهو ما يستبعد حسب العديد من المهتمين بالشأن العام المحلي، الذين لخصوا عمل الحزب المسير لجماعة فاس ب"فاقد الشيء لا يعطيه"، وأكدوا أن أملهم خاب وظنهم ساء في من كانوا ينتظرون منهم تخليصهم من الإحباطات السابقة. فاس مدينة ذات خصوصيات مختلفة عن باقي المدن المغربية الأخرى، وهو ما يستوجب تخطيط إستراتيجي إستباقي بعيد المدى من أجل تجاوز تبعات وأزمات كوفيد 19، وهذا ما استبعده الكثيرون في ظل تحكم حزب المصباح في دوالب السياسة داخل مدينة ال 12 قرنا، نظرا لافتقار من يمثلونه بمدينة العلم والثقافة للكفاءة والجرأة على استشراف ما ستكون عليه خارطة فاس من كل جانب على حد تعبيرهم،خاصة ونحن على بعد عام فقط من الإستحقاقات الإنتخابية. انتخابات 23 من يونيو المقبل الفصيل بين أهل فاس وحزب المصباح الذي لم يقدم أي إضافة ولم يترك بصمة واضحة بمدينتهم حسب العديد من النقاد للشأن السياسي المحلي، الذين يحملون الأزمي وإخوانه مسؤولية تردي أوضاع المدينة، وتراجع جميع القطاعات من داخلها، خاصة قطاع السياحة والصناعة التقليدية، مما يجعل المواطنين يستعدون لتقرير مصيرهم ومصير تسيير مدينتهم لصناديق الإقتراع، وذلك باختيار الأنسب بعدما ساء ظنهم في من كانوا ينتظرون تخليصهم من شر من سبقوهم، وينسيهم ما أل إليه حال حاضرتهم الضاربة في عمق التاريخ. سكان فاس إذا في حاجة ماسة إلى حزب يؤسس لنمادج واقعية وحلول ملموسة بديلة لما هو أسوأ، حزب أو أحزاب تطرح مشاريع إصلاحية تقوم على مصالح الساكنة وإدماجهم في صنع القرار، لأجل بناء رؤية استراتيجية منقذة، تراعي خصوصية مدينة أنهكتها الصراعات والحسابات الضيقة بين الأحزاب من جهة، وتيارات تلك الأحزاب من جهة ثانية، وتراعي أيضا مكانة فاس الإستراتيجية داخل المملكة وقيمتها الكبيرة لدى جل سكان المغرب. Canal13
فيروس كورونا فضح البيجيديون بفاس .. والساكنة تستعد لتقرير مصير مدينتها خلال الإستحقاقات المقبلة

أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0