كنال13 بالعربي تسود حالة من الإستغراب وسط العديد من المهتمين بالشأن السياسي والإقتصادي والإجتماعي في المغرب، بعدما أعلن حزب العدالة والتنمية عن تشييد مقر مركزي بالعاصمة الرباط تفوق كلفته الثلاث مليارات من السنتيمات، في الوقت الذي يعيش فيه المغاربة اوضاعا إجتماعية خانقة جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، واستفحال ظاهرة البطالة وسط مختلف الفئات العمرية وخاصة حاملي الشهادات العليا. وضع مأساوي ومشاهد تحبس الأنفاس خاصة في الفترة الحالية، وسط العديد من شوارع ومحطات مختلف مدن المملكة، تتمثل في تناثر عدد كبير من المتشردين من مختلف الأعمار، يلتحفون السماء ويفترشون الأرض في ظل غياب مؤسسات خيرية عمومية تحميهم من موجات البرد القارص الذي يجتاح بلادنا، في حين يطل علينا الحزب الحاكم وهو ينشر صورا ومقاطع فيديوهات توثق لما يسميه منتسبوه بالإنجاز "العظيم"، وهو بناء مقر مركزي تصل كلفته إلى 3 مليارات و850 مليون سنتيم، متجاهلا فئات عريضة تقاوم حياة الهشاشة والفقر. وارتباطا بذات الموضوع، تساءل الكثير من الحقوقيين والفعاليات المدنية حول استراتيجية البيجيدي الحاكم ذو المرجعية الإسلامية، في حماية حق المواطن المغربي في العيش الكريم، وحماية المتشردين والمتخلى عنهم من الظروف المناخية الصغبة، وكذا مجهودات إخوان العثماني في محاربة الظواهر السلبية التي يعاني منها المغاربة. وضعية فئات عريضة من المجتمع المغربي، مقابل هرولة الحزب الحاكم إلى إنشاء مقر له بما يقارب 4 مليارات من السنتيمات، تدفع الجميع للتساؤل حول ما إذا كانت الحكومة بقيادة سعد الدين العثماني، تتحمل مسؤوليتها في ما يعيش على وضعه المغاربة، وتوفيرها لبنيات ضرورية لجبر ضررهم، ووضع مشاريع تنموية على طاولة إجتماعاتها واجتماعات الحزب، عوض أن تترك المغاربة يعانون في صمت، خاصة وأن الكثير من الفئات تعيش على دريهمات التسول وصدقات المحسنين والأكل من القمامة لضمان استمرار حياتهم. Canal 13
في عز الأزمة التي يمر منها المغرب حزب العثماني منشغل في إنشاء مقر مركزي بملايير السنتيمات!

أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0