سؤال جال في الأذهان بعد الصافرة التي أنهت رحلة الطموحات العريضة، ما الذي ينقصنا حتى نعانق اللقب الافريقي، و نتسيد القارة ؟ أ لسنا رابع العالم الذي صنع المعجزات، هناك في قطر ؟ ألم نمنح الأمل لمن لا أمل ولا فرصة له ؟ أ لا يدافع عن ألواننا أغلى اللاعبين ماديا و أفضلهم مهارة ؟
ليأتي الرد عبر سلسلة من الأسئلة المتتالية، أُطلق سراحها بعدما كانت سجينة الخوف من تهمة التشويش على الفريق، أهمها اختيارات المدرب للتشكيلة النهائية قبل خوض المنافسة الإفريقية، التي أصر فيها الركراكي على التمسك بمن لا خبرة لهم قاريا، أو من سقطوا سقوطا حرا في فخ الإنتقالات الصيفية، ناهيك عن تجاهله ضعف ردة الفعل عند من داهمهم قطار العُمر و الإستغناء عمن لهم تجربة في غابات "الماما إفريقيا" التي لا تشبه بأي حال من الأحوال، شتاء أوروبا أو لطافة التنظيم القطري.
هناك مسارات لا تُسلك إلا مرة واحدة، في زمان و مكان واحد، و إذا كان بادو الزاكي قد نجح في مسار الإعتماد على اللاعب المحترف الذي لا خبرة له وسط الأدغال، فإن ذلك المسار خٌتم بقنّ سري لا مجال لإختراقه، إذ أن "إفريقيا" عالجت نقط ضعفها، و خيبات النسخ السابقة هي الدليل، فلماذا لم يستفد "وليد" من العبر الماثلة أمامه، مفضلا الوقوف على أطلال قطر و ترديد عبارات رابع العالم و الإحترام، أمام خصوم لا يجدي الإحترام معها نفعا، و لا ترضخ إلى للنتيجة النهائية.
إن الإعلام الرياضي ببلدنا يتحمل جزءا من المسؤولية، إذ لعب دور السيف ذي الحدّين، حدّ مبالغ للإنجازات السابقة، المختلفة في مضمونها كاختلاف الزمكان عن واقع الحال، مما أوقع على اللاعبين ضغطا لا مباشرا، شل حركتهم، و منعهم من لعب الكرة الجميلة التي يتقنون فنّها، مخافة الوقوع في المحظور و مخالفة التوقعات، و كذلك وقع، و حدّ آخر ترفع عن إرسال إشارات لكتيبة الركراكي، أنها ليست فوق خط الإنتقاد، و أن المنتخب الذي يستنزف خزينة الدولة ليس ملاذا لمن لا ملاذ له.
و أخيرا الجماهير التي سقطت "بحسن نية" في فخ "التفوق الزائف" مبتعدة عن الواقعية التي تؤكد أن تاريخنا في كأس أمم إفريقيا، متواضع إلى أبعد حدّ، و إذا ما أردنا يوما الإنتشاء برفع الكأس التي طال غيابها، وجب حمل مطرقة الإنتقاد البناء و سلاح الواقعية الفعّال، مع التخلص من خرافة احترام الخصوم.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0