عادل العلوي - canal13.ma
المغرب مقبل على تنزيل مشروع النموذج التنموي الجديد، وهذا ما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر، إذ أن الأمر يتعلق بخصوص تسرب النخب التي تحوم حولها شبهات الفساد وتدبير المال العمومي إلى التدبير السياسي من جديد.
التنمية والفساد لا يمكن أن يجتمعان تحت سقف واحد ولا يمكن استقطاب الاستثمارات تحت مظلة الفساد ما يعكس تنامي البطالة والجريمة، وانعدام الثقة بين المواطن والمؤسسات، ويتراجع كذلك منسوب شعورهم بالكرامة، والمواطنة.
ولا يمكن الحديث عن الديمقراطية الحقيقية والمساواة في الحقوق والواجبات تحت ظل نهب المال العام.
فيجب أخذ بعين الاعتبار أن المدخل الحقيقي نحو الحصول على نخب سياسية كفؤة وقادرة على تحقيق التنمية المرجوة للبلاد، هو قطع الطريق في مواجهة تزكية الناخبين الفاسدين.
فالبنسبة لي، فإن المدخل الحقيقي للتنمية بالبلاد هو محاربة ناهبي المال العام، وعدم تزكية المنتجين المشبوهين والمتابعين، فالفساد المالي هو الوجه البشع وراء كل المشاكل التي تعانيها المملكة، وقد ترهن مستقبل أجيال من حيث قطاعات حساسة واجتماعية كالصحة والتعليم، والتشغيل وغيرها دون الحديث عن الخسارة الكبرى، إذ تتجلى في قطاع الاستثمار والأعمال.
فقد حان الوقت للضرب بقوة وربط المحاسبة بالمسؤولية، وقطع الطريق على المشتبه فيهم وخلق نخب جديدة.
كما يجب تطبيق مضامين الفصل 40 من القانون الجنائي، والذي ينص على الحرمان من الحقوق المدنية والسياسية في حق المنتخبين المفسدين.
يمكن الحديث عن الاعتقال في حق المفسدين، فاعتقالهم سيكون رادعا، لكن لن يقدم الشيء الكثير للدولة، بشرط أن يكون مرفقا بالحرمان من الحقوق المدنية والترشح مدة أخرى أو تولي المسؤولية.
الإفلات من العقاب يعتبر من المسائل الخطيرة التي يجب التنبيه لها، لأنه يعتبر تشجيع على الفساد بشكل مباشر أو غير مباشر.
جرائم الفساد، تعتبر أخطر من جرائم الحق العام، التي تمس حقوق الأفراد، وأقصد بهذا، الضرب والجرح أو السرقة، فيما جرائم الأموال العامة تمس الدولة برمتها.
فالكل مطالب بالتبليغ عن هذه الجرائم من ضمنها الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية دون إغفال دور الإعلام في مواكبة تلك النازلات، مما يدفعنا إلى تأسيس ثقافة حماية المال العام، لأن المال السايب كيعلم السرقة.
canal13
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0