من أجل وطننا الحبيب

من أجل وطننا الحبيب
12:25 الاثنين 24 فبراير 2025

إن‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬ليست‭ ‬تمجيدا‭ ‬أو‭ ‬تهليلا،‭ ‬لكنها‭ ‬تأتي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬لشرح‭ ‬الأمور‭ ‬بمصداقية‭ ‬مطلقة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عمن‭ ‬يوافق‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬يعارضها‭.‬

محاسبة‭ ‬النفس‭ ‬ليست‭ ‬بالعمل‭ ‬اليسير،‭ ‬وكما‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬مرّت‭ ‬أو‭ ‬تمرُّ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬بأعمال‭ ‬غير‭ ‬منطقية،‭ ‬ظنا‭ ‬من‭ ‬مرتكبيها‭ ‬أنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بذلك‭ ‬تحقيقا‭ ‬لأهوائهم‭ ‬العقائدية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬اعتبار‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والمصلحة‭ ‬الوطنية‭.‬

أما‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭ ‬فينظرون‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬بنظرة‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إزالة‭ ‬الأخطار‭ ‬ولَمِّ‭ ‬الشملِ‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬بواقعية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬وتستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

إن‭ ‬العفو‭ ‬الملكي السامي‭ ‬‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الاتدار في البشر‭ ‬وقضايا‭ ‬جنائية مختلفة،‭ ‬‭ ‬بادرة‭ ‬إنسانية‭ ‬رفيعة‭ ‬المعنى‭ ‬تعكس‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭.‬

كما‭ ‬قلنا‭ ‬سابقا،‭ ‬إن‭ ‬هيكل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المنطق‭ ‬والعقل‭ ‬والإنسانية‭ ‬والرحمة،‭ ‬هذه‭ ‬المقومات‭ ‬الأربع‭ ‬نراها‭ ‬بجلاء‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬الشامل،‭ ‬لأن‭ ‬الرحمة‭ ‬والعقلانية‭ ‬جناحان‭ ‬يحلقان‭ ‬بهذا‭ ‬البلد‭ ‬الطيب‭ ‬نحو‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭.‬

وأوجه‭ ‬كلماتي‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬أُطلق‭ ‬سراحُهم،‭ ‬هل‭ ‬لديهم‭ ‬النية‭ ‬الصادقة‭ ‬لإصلاح‭ ‬أنفسهم‭ ‬ودخول‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بإرادة‭ ‬بناءة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرصة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬وهل‭ ‬يقدِّرون‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬سعد‭ ‬كثيرا‭ ‬لاحتضانهم‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وأن‭ ‬عليهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬ردِّ‭ ‬الجميل‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع،‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬وأن‭ ‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬بناء‭ ‬لنهضته‭ ‬وألا‭ ‬يعودوا‭ ‬معاول‭ ‬هدم‭ ‬لاستقراره‭ ‬وأمنه‭.‬

ونجدد‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الأخطاء‭ ‬واردة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬فرد،‭ ‬ولكن‭ ‬الإنسان‭ ‬المسؤول‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬أخطائه‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يخطئ‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

على‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية‭ ‬أن‭ ‬يعلموا‭ ‬أنهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬حضاري‭ ‬متحضر‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التفرقة‭ ‬ويبغض‭ ‬الانشقاق‭ ‬ويحتضن‭ ‬المروءة‭ ‬والإنسانية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬فرصتهم‭ ‬ليست‭ ‬شاقة،‭ ‬بل‭ ‬ستأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قبول‭ ‬وتقبُّلِ‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬وتفهُّم‭ ‬الصفات‭ ‬والخصائص‭ ‬الأخلاقية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭.‬

كلنا‭ ‬نعلم‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬تسوده‭ ‬الرحمة‭ ‬أو‭ ‬الرأفة،‭ ‬فدعونا‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬ومن‭ ‬وطننا‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬وطننا،‭ ‬ألا‭ ‬نظلم‭ ‬أنفسَنا‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فالفرصة‭ ‬متاحة‭ ‬والقلوب‭ ‬مفتوحة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬إيمانا‭ ‬راسخا‭ ‬بما‭ ‬تتحلى‭ ‬به‭ ‬المملكة المغربية‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬حميدة‭.‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬وكلكم‭ ‬بخير‭.‬

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات

0
صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:37

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:35

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:34

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:33

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:32

صوت وصورة
الخميس 12 شتنبر 2024 - 12:32