اختُتمت، مساء السبت 31 ماي 2025، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان ربيع المسرح بمدينة تارودانت، في حفل احتفالي أقيم بالمركز الثقافي للمدينة، وجمع بين لحظات الاعتراف بروّاد الساحة الفنية، وتشجيع المواهب الصاعدة في المسرح المدرسي.
وشكّلت لحظة تكريم الفنانة المغربية القديرة سعاد صابر إحدى أبرز فقرات الحفل الختامي، حيث تم الاحتفاء بمسيرتها الفنية التي تجاوزت الخمسين عامًا، أغنت خلالها الساحة المسرحية والدرامية والسينمائية المغربية بأعمال ذات قيمة فنية عالية. وقد تسلمت الفنانة درع المهرجان وسط تصفيق حار من الحضور، في لحظة مؤثرة عبّرت خلالها عن سعادتها بهذا “التكريم النبيل والإنساني”، مؤكدة أن وفاء الجمهور وتشجيع الأجيال الجديدة يظلان من أسمى ما يمكن أن يحققه الفنان.

كما عرف الحفل تكريم عدد من الشركاء والداعمين الذين أسهموا في إنجاح هذه الدورة، من مؤسسات عمومية وخاصة، وفعاليات من المجتمع المدني، في اعتراف بالدور المهم الذي يلعبه التعاون بين الفاعلين الثقافيين والمؤسساتيـين للنهوض بالمشهد الفني محليًا.
في السياق ذاته، تم تتويج الفرق الفائزة في المسابقة الإقليمية للمسرح المدرسي، التي نُظمت ضمن فعاليات المهرجان، حيث عرفت مشاركة مجموعة من المؤسسات التعليمية بالإقليم، وقدّمت العروض المسرحية تلميذات وتلاميذ أبانوا عن حس إبداعي مبكر ومهارات واعدة في الأداء المسرحي.
وخلال كلمته في الحفل، عبّر محمد حمزة، مدير المهرجان، عن ارتياحه لنجاح الدورة الثالثة، مشيدًا بالإقبال الواسع والتفاعل الإيجابي من طرف المشاركين والجمهور، ومؤكدًا أن دعم المسرح يُعد استثمارًا في الثقافة والتربية، ومجالًا حيويًا لتمكين الشباب من التعبير عن ذواتهم والمساهمة في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتفاعلاً مع الفنون.

يُذكر أن الدورة الثالثة من مهرجان ربيع المسرح عرفت تقديم عروض مسرحية متنوعة لفرق محلية ووطنية، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية في مختلف مجالات الفن المسرحي، وندوات فكرية استهدفت تعزيز الوعي بدور المسرح في التنمية الثقافية والمجتمعية.
وبهذا، يُسدل الستار على دورة ناجحة بكل المقاييس، أكدت أن مهرجان ربيع المسرح بتارودانت بات محطة ثقافية سنوية بارزة تُرسّخ مكانة المدينة كحاضنة للإبداع الفني، ومنصة لدعم الطاقات الصاعدة وتكريم رموز الفن المغربي.

أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0