في جنيف، وعلى هامش الدورة الـ56 لمجلس حقوق الإنسان، نظمت "المجموعة الدولية للدبلوماسية المدنية" ندوة نقاشية بتسيير الناشط الحقوقي والمحلل السياسي الإسباني بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات في مخيمات اللاجئين بتندوف، مع التركيز على قضية تجنيد الأطفال.
أكد المشاركون في الندوة من مختلف الأقطار على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حماية الفئات الأكثر هشاشة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف تجنيد الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية.
لحسن ناجي، الكاتب العام للمركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، عبّر عن قلقه الشديد إزاء الوضع في تندوف، مشيرًا إلى الانتهاكات الخطيرة التي تطال حقوق اللاجئين منذ سبعينيات القرن الماضي، بما في ذلك حقوقهم الأساسية في الحياة والسلامة الجسدية. وأوضح ناجي أن القيود المفروضة على حركة اللاجئين تعيق وصولهم إلى الفرص الاقتصادية وتكرس عزلتهم، مطالبًا بتطبيق صارم للقانون الإنساني الدولي.
من جانبها، استعرضت جوديت سيغارا، الفاعلة المدنية والجمعوية الإسبانية، التداعيات النفسية والذهنية على الأطفال المجندين، موضحة أن هؤلاء الأطفال يمثلون الحلقة الأضعف في مخيمات تندوف، حيث يتم انتهاك حقوقهم في الأمن والتعليم بشكل منتظم.
أما السياسي والدبلوماسي السويسري السابق دانييل هاينر فألقى باللوم على "المارد الأوروبي"، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بجدية لمنع تجنيد الأطفال، مشددًا على خطورة هذه الظاهرة على الأمن والاستقرار.
وفي مداخلة مصورة، وصف المحلل السياسي الخبير في العلاقات الدولية ماتيو دومينيتشي تجنيد الأطفال بأنه "ورم سرطاني في جسد العالم"، محذرًا من تزايد أعداد الأطفال الجنود في منطقة الساحل ومخيمات تندوف. ودعا إلى استجابة عاجلة ومنسقة لحماية الأجيال المقبلة.
ووصف بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، مسير النقاش، مخيمات تندوف بـ"المحتجزات غير القانونية"، مندّدًا بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، بما في ذلك تجنيد الأطفال والاعتداءات الجنسية. وطالب المجتمع الدولي بتصنيف تندوف كمكان للاحتجاز غير القانوني واتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق المحتجزين.
كما أشار ألتاميرانو إلى الغموض الذي يكتنف عملية توزيع المساعدات الدولية، داعيًا إلى تعزيز الشفافية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها الفعليين في مخيمات تندوف.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0