وداعا 2020 .. كنت سنة مميزة بكل المقاييس!

كنال13 بالعربي لم يتبقى إلا ساعات قليلة وسنطوي أخر صفحات سنة 2020، التي كانت مميزة بكل ما للكلمة من معنى على كافة الأصعدة، سنة مليئة بالأحداث المأساوية الأليمة، سواء على وطننا الحبيب أو كافة أنحاء العالم، حيث دونت أرقامها المخيفة بحبر من قطران لدى الكثيرين، وستبقى أحداثها وما عاشه الإنسان خلالها يروى في كتب التاريخ للأجيال القادمة، نظرا لإرتباطها بفيروس كوفيد 19 الذي أرعب العالم ووحد بين جميع الدول رغم اختلاف توجهاتها وسياساتها، من خلال فرض جميع الأقطار للحجر الصحي الشامل على رعاياها، وتنزيل إجراء ات إحترازية للحد من انتشار الفيروس الجائحة، الذي تسبب في أزمات إقتصادية وصحية وتعليمية ستظهر تداعياتها بشكل أكبر مع توالي السنوات المقبلة. سنة 2020 كانة حزينة على سكان العالم وخاصة على المغاربة الذين فقدوا عددا من أحبائهم وأقاربهم بسبب الفيروس اللعين، إضافة إلى فقدان الشعب المغربي لعدد من المشاهير في مختلف المجالات والتخصصات، سواء بسبب كوفيد19 أو غيره من الاقدار، إضافة إلى أن الأسر المغربية خاصة التي تعيش حالة هشاشة اجتماعية عانت الويلات خلال الحجر الصحي جراء الركود الذي شمل العالم على كافة نواحي الحياة. السنة التي سنودعها قريبا كانت مليئة بالتحديات والتضحيات من طرف الجيوش التي كانت في الصفوف الأمامية لمحاربة العدو الخفي، (أطباء، ممرضين، رجال الوقاية المدنية، عمال النظافة، مختلف السلطات العمومية إضافة إلى شغيلة التعليم) وكل من سهر من بعيد أو قريب في درئ الفيروس الفتاك الذي رمل نساء ورجال ويتم أطفال وشرد أسر عن أكملها. وعلى صعيد أخر ومن بين إيجابيات هذا الوباء، أنه كشف نوايا العديد من المسؤولين وخاصة منهم المنتخبين والبرلمانيين والمجالس الجماعية، حيث اختفت العديد من الوجوه عن المشهد المظلم لعام 2020، وارتكنت إلى الخلف تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع، خاصة بعد المبادرة الحميدة للملك محمد السادس الذي أحدث صندوق دعم كورونا وكان أول المتبرعين فيه. سنة استثنائية وإيجابية على بلادنا من جانب أخر، حيث استطاع المغرب أن يحقق فوزا ديبلوماسيا ماسحا في صراعه مع أعداء الوحدة الترابية، وذلك باعتراف تاريخي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، والذي خلف ردود أفعال إيجابية في مختلف أقطار العالم، دفعت العديد من البلدان إلى افتتاح قنصليات لها بمدن أقاليمنا الجنوبية خاصة بكل من مدينة العيون والداخلة. من جانب أخر، يتطلع المغاربة خلال السنة المقبلة إلى الأفضل على كافة الأصعدة، وألا تمس الحريات والكرامة الإنسانية وحقوق المواطن في العيش الكريم، مع تنزيل مشاريع تنموية في مختلف مدن وأقاليم جهات المملكة، وتحقيق مقاربة شاملة للنوع البشري، خاصة وأننا مقبلين على استحقاقات انتخابية يتوسم فيها المغاربة خيرا للبلاد والعباد. أما من ناحية استئناف العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، فهذا شأن سيادي لكل دولة ويجب ألا نقحم أنفسنا في الشؤون السيادية لبلادنا او البلدان الاخرى لأن لكل بلاد رجالاتها وسياسته للحفاظ على استقرارها وتماسكها الداخلي. وعلى الصعيد الدولي، فإن العالم يطمح إلى احترام تام للأقليات والإثنيات الدينية، ومحاربة مظاهر الإرهاب والتوقف عن الحث على العنف والكراهية والميز العنصري، خاصة وأن الكل ينتظر بشغف وصول الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدين" إلى البيت الأبيض والكشف عن إستراتيجية عمله الخارجي. وداعا 2020 بحزنك وما خلفته من أحداث شلت الحركة البحرية والجوية، ومنعت التجوال ليلا ونهارا، أوقفت الكرة عن التدحرج داخل الملاعب، اغلقت محلات ومقاهي وشركات، سرح عمال وشرد أخرون. مرحبا 2021.. مرحبا بتلقيح كورونا، سنستقبل عامنا الجديد بالأحضان بالحب والأمل والفرح والسعادة، ونحن مبتسمين على أمل أن نودع كل الأحزان ونتفاءل بالخير ولا نترك أنفسنا فريسة للمظاهر السلبية التي سادت العام الذي نحن بصدد توديعه، متمنياتنا أن نكونا قد فزنا بإذن من الله بأجر الصابرين على كل الأحزان . تفاءلوا بالخير تجدوه. Canal 13