بقلم: يوسف الوراق.
تُعدّ الانتخابات المحلية ركيزة أساسية للديمقراطية التشاركية، فهي تتيح للمواطنين اختيار من يمثلهم في تدبير شؤونهم اليومية والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. وفي مدينة الشــ.ـهــداء وادي زم، كما هو الحال في سائر المدن المغربية، تخضع عملية الترشح لهذه الانتخابات لمجموعة من الشروط والمعايير التي تهدف إلى ضمان تمثيلية حقيقية وفعالة، وتفادي وصول أشخاص لا تتوفر فيهم الكفاءة والأهلية اللازمة لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة.
أقترح بعض المعايير الأساسية على مرشحي مدينة الشــ.ـهــداء وادي زم:
لقد أفرزت التجربة الديمقراطية، وتطلعات ساكنة وادي زم، مجموعة من المعايير التي يُنتظر أن تتوفر في كل من يطمح لتمثيلهم في المجالس المنتخبة. هذه المعايير لا تقتصر على الجانب القانوني فقط، بل تشمل جوانب أخلاقية واجتماعية تسهم في بناء مجالس قوية وذات مصداقية:
المستوى الدراسي الجيد: يُعدّ التحصيل العلمي عاملاً أساسياً في قدرة المرشح على فهم القضايا المعقدة، تحليل المعطيات، وصياغة القرارات التي تخدم المصلحة العامة. فالمستوى الدراسي الجيد يمنح المرشح الأدوات المعرفية اللازمة للاضطلاع بمهامه التشريعية والرقابية على أكمل وجه.
الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة: يجب أن يتمتع المرشح بأخلاق فاضلة وسلوك قويم. فالمنتخب يمثل قيم المجتمع وأخلاقه، وعليه أن يكون قدوة حسنة للمواطنين. الابتعاد عن السلوكيات المشينة، والالتزام بالصدق والأمانة، هي صفات لا غنى عنها لمن يريد أن يحظى بثقة الناخبين.
النظافة من السوابق الجرمية: من الضروري ألا تكون للمرشح أي سوابق في النصب والاحتيال، تجارة المخدرات، أو الفساد بمختلف أشكاله. هذه الجرائم لا تتنافى فقط مع القانون، بل تقوض الثقة بين المواطن ومنتخبيه، وتفسد المناخ السياسي والاقتصادي للمدينة.
السجل العدلي النظيف: يجب أن يكون السجل العدلي للمرشح خالياً من أي عقوبة سجنية. هذا الشرط يضمن أن الشخص الذي يطمح لتمثيل المواطنين ملتزم بالقانون ومحترم للنظام العام، ولا تشوبه شائبة قد تؤثر على مصداقيته وقدرته على تحمل المسؤولية.
عدم الترشح المسبق: يعتبر بعض الفاعلين في الشــ.ـهــداء وادي زم أن المرشح الذي لم يسبق له الترشح لأي انتخابات في السابق قد يكون أكثر قدرة على تقديم أفكار جديدة وطاقات متجددة. هذا الشرط، وإن لم يكن قانونياً بالضرورة، يعكس رغبة في ضخ دماء جديدة في المجالس المنتخبة ومنح الفرصة لوجوه جديدة قد تكون أكثر حماساً وإبداعاً.
لماذا هذه الشروط؟
تستمد هذه الشروط أهميتها من طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتق المنتخب. فالمجالس المحلية هي الأقرب للمواطنين، وقراراتها تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، بدءاً من البنية التحتية، مروراً بالخدمات الاجتماعية، وصولاً إلى التنمية الاقتصادية المحلية. لذلك، فإن اختيار أشخاص أكفاء، نزهاء، وملتزمين، هو الضمانة الأساسية لتحقيق التقدم والازدهار للمدينة.
وفي الختام، أقول أن عملية اختيار المرشحين لا تقع فقط على عاتق الأحزاب السياسية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب وعياً من الناخبين. فكل صوت يُدلى به هو أمانة يجب أن توجه لمن يستحقها، لمن يمتلك الرؤية والنزاهة والقدرة على تحقيق تطلعات ساكنة مدينة الشــ.ـهــداء وادي زم نحو مستقبل أفضل.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0