لطيفة لكدم - كنال 13 بالعربي
لا شك أن أبرز حدث دولي تابعه الملايين حول العالم، هذه السنة، يعود وبجدارة للإنتخابات الأمريكية، باعتبارها قوة اقتصادية عسكرية عظمى في العالم، الشيء الذي يجعلها محط أنظار الكل، انتخابات على المحك أو إذا أردنا تسميتها انتخابات "العد العكسي".
شخصيتان والرابح واحد فقط، بطبيعة الحال، من جهة نلاحظ سكوت ورزانة "جوزيف بايدن"، ومن جهة أخرى "دراما" الرئيس دونالد ترامب، أو كما يسميه الأمريكيون "Trump's Show".
بدأ السباق الحاسم و المنافسة كالعادة، بين الحزب الديمقراطي إلى الليبرالية الحديثة، الذي يؤمن في برنامجه السياسي بتدخل الدولة، وتوفير الرعاية الصحية للجميع، بالإضافة للتعليم برسوم غير باهظة ومناسبة لجميع الطبقات المجتمعية، والبرامج الاجتماعية، وسياسات حماية البيئة، ونقابات العمال.
ضد الحزب الجمهوري، في شخص الرئيس "دونالد ترامب"، هذا الحزب الذي يعرف أيضا باسم "الحزب الكبير القديم، واختصارا غوب GOP" فيتبنى ما يعرف بالاتجاه المحافظ الأمريكي، الذي يحد من تدخل الحكومة، ويشجع تخفيض الضرائب والسوق الرأسمالي الحر، وحقوق امتلاك السلاح، وإلغاء النقابات العمالية، وفرض قيود على الهجرة والإجهاض.
بعد معركة دامية بين المرشحين والتي دامت لأسابيع، لاعتلاء عرش واحدة من أقوى دول العالم، جاءت نتائج انتخابات الشعب بفوز الديمقراطي بايدن، متفوقا على نظيره الجمهوري بفضل ولاية "بنسلفانيا"، الشيء الذي حرك نيران الغل في قلب الرئيس الحالي ترامب، رافضا بذلك النتائج المعلنة عليها ومطالبا بإعادة الفرز.
فالكل تابع كيف لم يهنئ الرئيس القديم أي "دونالد ترامب" الرئيس الجديد "جوزيف بايدن"، في حين أعلن عدم استسلامه ورفض الخروج من البيت الأبيض، لتصدم خطوته القادمة المتابعين إلى جانب المسؤولين، بمشاورة مع محاميه، أقدم الرئيس المنتهية ولايته برفع طعن في انتخابات الرئاسة لسنة 2020، في المحكمة، وبعد شد ورد ووسط تأويلات وتوقعات المشهد الاعلامي الأمريكي والعالمي، أعلن المجمع الانتخابي، الشهر الماضي، فوز الرئيس المنتخب بما مجموعه 306 صوت مقابل 232 صوت لترامب. و بمصادقة المجمع على النتائج يكون بذلك "جو بايدن" هو الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
وحول رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، قال بايدن "هذا موقف متطرّف للغاية لم نشهده من قبل. موقف رفض احترام إرادة الشعب، ورفض احترام سيادة القانون، ورفض احترام دستورنا".
وفي وقت أخر صرح بايدن "حملة ترامب رفعت دعاوى أمام نحو 80 قاضيا للطعن في نتائج الانتخابات ولم يتم العثور على أي شيء".
هكذا انتهت ملحمة ترامب كما سماها الاعلام، وكما قال بايدن " الولاية الجديدة" ستنكب أساسا على إصلاح ما أفسده ترامب، لتعود أمريكا قوية من جديد"، ليكون بذلك الرئيس المنتهية ولايته أول رئيس يغادر البيت الأبيض بعد ولاية واحدة، دامت لأربع سنوات، في حين توعد "دونالد ترامب" ولا يزال بالعودة في سباق انتخابات 2023، فهل تكون هذه خطوته التالية استمرارا لحملته أم أنه سينسى ويتنحى؟
للإشارة ومع تأكيد النتائج، يستمر دونالد ترامب بالقيام بمهامه الرئاسية داخل البيت الأبيض، انتظارا لأن تنتقل السلطة رسميا للرئيس الحالي "جو بايدن"، الشهر المقبل، مع بداية السنة الجديدة، في حين المناقشات لاتزال مستمرة مع بايدن لخلق فريقه الرئاسي لبداية ولاية جديدة وعهد جديد.
Canal 13
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات
0